خصائص منهج المواد الدراسية المنفصلة
يتميز هذا المنهج بمجموعة من الخصائص , نوجزها في النقاط
التالية :
() الفصل بين المواد الدراسية :
اي كل مادة دراسية يتم تدريسها علي حده , ولها معلمها
وكتابها المدرسي وامتحان الخاص بها , ونسبة نجاحها وقد تقسم الي المادة الواحدة
الي عدة اجزاء كا منها يمثل مادة دراسية مستقلة , كما في اللغة العربية تقسم الي
نحو وادب وبلاغة وقراءة وتعبير واملاء وخط وصرف .
() الاعداد المسبق للمحتوي :
عادة ما تعهد السلطات المسئولة عن اعداد المنهج الي
المتخصصين في المجالات المعرفية المختلفة بعملية تحديد محتوي المنهج في كل مرحلة
دراسية . فعلي سبيل المثال يعهد الي احد المتخصصين في النحو العربي من اساتذة
الجامعات بإعداد محتوي منهج القواعد النحوية لصف دراسي معين , وقد يسند الأمر
لجماعة تعمل كفريق , ولكن في جميع الأحوال فإن هذا المحتوي عادة مايوضع بطريقة
مركزي علي المستوى الدولة قبل بداية العامة الدراسي , بحيث هذا يكون جاهزا
للاستخدام عند بدأ الدراسة .
ويعني ذلك انه قلما يؤخذ راي المعلم او الطلاب اوغيرهم من
المعنييناو المستفيد من العملية التعليمية في المودوعات المحتوى وطريقةترتيبها ,
وذلك استناد الي اعتقاد مؤداه ان راي المتخصص نهائي وملزم , ويجب احترامه لأنه
اعرف الناس بما يحتوى عليه مجاله وبأهمية موضوعات هذا المجال للطلاب .
() التركيز علي نقل التراث المعرفي :
يعتمد منهج المواد الدراسية المنفصلة علي فكرة توارث التراث
المعرفي عبر الأجيال , اي نقل التراث الأجداد والأباء الي الأبناء , ومن ثم فإن
علي الكبار ان يكرروا بأنفسهم مايجب نقله من التراث المعرفي ليورثوه ابناءهم من
خلالمحتوى المنهج .
وتتطلق هذه الفكرة من منطلق ان تكيف الصغار مع المجتمع
يتطلب معرفتهم بأكفار الكبار ومعارفهم وأعمالهم , ومن ثم اتباع ذلك وتقليده , وهو ما لا يمكن ان يتم إلا من خلال دراسة
مايراه الكبار مناسبا في كل مجال من هذه المجالات .
() تهميش دور النشاط المدرسي :
إن مفهوم محتوى المنهج في ضوء هذا تنظيم يعني مجموعة
المقررات الدراسية في مجالات المعارف المختلفة , وعندما يقدم نشاط مدرسي معين فإنه
لا يكون مرتبطا ارتباطا مباشرا بأي مقرر من المقررات الدراسية ولذلك ينظر الي
النشاط علي أنه شيء ثانوي وربما غير مضروري , وهو نوع من الترف , ومن ثم فإن غياب
النشاط بصورة نهائية لا يقلل جودة تنظيم المادة في ضوء الأسس التي يعتمد عليها هذا
تنظيم , فا لأساس هنا هو محتوى المقررات من معارف يجب ان يحفظها المتعلمون
ليتمكنوا من استرجاعها عند الاختبار , أما النشاط فهو جهد اضافي يشكر المعلم
والطلاب اذا قاموا به , ولا يلامون إذا أهملوه . ولذا فقد سميت النشاطات في ضوء
هذا المنهج بالنشاطات غير المنهجية , وهذا يعني أنه عمل يقع خارج نطاق المنهج .
() التنظيم المنطقة للمواد الدراسية :
وتعني هذه الخاصية أن لكل مادة دراسية منطقا معينا , سواء
عند إعداده وتنظيمهااو عند تدريس
موضوعاتها , وقد يأخذ هذا المنطق أشكالا عدة منها :
(أ) التدرج من السهل الي الصعب او من البسيط الي المعقد , كالبدء في مادة الرياضيات
بالعمليات الحسابية البسيطة مثل الجمع , ثم التدرج الي الطرح , ثم الي العمليات
احسابية المقعدة كالضرب والقسمة .
(ب) التدرج من الجزء الي الكل او العكس : كما في تعليم اللغة : حيث يبدأ
التلميذ بدراسة الحروف ثم يكون منها بعض المقاطع التي تكون بدورها الكلمات , ومن
الكلمات تتألف الجمل ومن هذه تتألف العبارات والفقرات .
(ج) التدرج من الحسي الي المجرد : اذ أثبتت كثير من الدراسات التربوية اهمية
الإبتداء في تدريس من الأشياء المحسوسة , ثم الإنتقال الي الأشياء المجردة .
(د) التدرج من الماضي الي الحاضر : ويتضع ذلك عند تدريس التاريخ , حيث يبدء
الطالب بدراسة العصر القديم ثم الوسيط ثم الحديث ثم المعاصر .
(ه) التدرج من العام الي الخاص او العكس : ويحدث هذا عند إتباع الطريقة الكلية
في تدريس القراءة للمبتدئين ؛ علي سبيل المثال : حيث يبدء المعلم بالجملة , ثم
الكلمة , التي يقوم بتحليلها , الي حروف , او يتبع معلم اخر الطريقة الجزئية في تدريس
القراءة ؛ فيبدء بتعليم التلاميذ الحروف الأبجدية اسواتا واسماء , ثم يركب من
الكلمات بسيطة , ثم يكون من هذه الكلمات جملة بسيطة , ثم يألف منها عدة جمل , ومن
الجمل ينشأ عبارات , ثم فقرات وهكذا .
() الكتاب المدرسي مصدر التعليم الواحيد :
ومن خصائص منهج المواد الدراسية اعتماده الكبير علي الكتاب المدرسي الذي يزود
الطلاب بالمعلومات الضرورية , ولذلك اصبح المعلم مجرد ناقل لما يحتوي عليه الكتاب
من معارف بصورة منطقية , وبالتالي اصبح معيار تمكن المعلم هو مدى إلمامه بمادة
الكتاب ومدى قدرته علي عرضها بأسلوب منظم يسهل علي الطلاب حفظه , ثم تقيس
الامتحانات حصله الطلاب من معلومات تضمنها هذا الكتاب .
() المعلم ملقن للمعروفة :
انحصر
دور المعلم في منهج من استيعا المواد الدراسية في شرح المعلومات المتضمنة في
الكتاب المدرسي حق يتمكن المتعلمين استيعابها , ولهذا كلما كان معلم متمكن من
المدة الدراسية كان قادرا علي تحقيق أهداف المنهج بدرجة كبيرة , وبناء علي ذالك
يصبه الهدف الاساس هو تيسير عملية التحصيل والحفظ . وهذا يعني ان تلقين المدة
والتمكن منها اصبح هدفا في حد ذاته تتوار امامه الاهداف الاخري التي تتعلق بيناء
شخصية الطالب بناء متكاملا . وعلي هذا تعد طريقة الالقاء انسب الطرق لهذا منهج ؛
لأنها تساعد علي شرح اكبر قدر من المعلومات في اقل وقت ممكن ولاكبر عدد من الطلاب.
()
يقتصر التقويم علي التحصيل :
يهتم
منهج المواد الدراسية بالجانب المعرفي التحصيلي للمتعلم ؛ ويتضع ذالك من خلال
الامتحانات التي لاتقيس في معظمها سوي ما تم تحصيله من معلومات دون مراعات لمدي
تأثيرها علي الجوانب الشخصية الاخري للمتعلم , خلافا لما تهدف اليه التربية احديثة
من نمو شخصية الفرد وتكاملها . وتعديل سلوكه في اتجاهات معينة واكسابه ميولا
واتجاهات وقيما وطرقا للتكفير تساعده علي التكيف مع الحياة والمشاركة في حل
مشكلاتها .
مزايا
منهج المواد الدراسية وعيوبه
وفي
ضوء هذه الخصائص يمكن تحديد مزايا منهج المواد الدراسية وعيوبه في النقاط القالية
:
()
مزايا منهج المواد الدراسية :
()
يساعد هذا المنهج في نقل قدر كبير من التراث الثقافي , وتقديم المواد الداسية
بطريقة اكثر عمقا وتنظيما للمتعلمين , مما يساعد غلي اكتساب المعلومات وتثبيتها في
اذهانهم .سهولة تخظيط هذا المنهج وتنفيذه وتقويمه وتطويره ؛ فهو لا يحتاج الي
اجراءات معقدة () كما هو احال في المناهج
الاخري .
()
قليل التكلفة من الناحية المادة اذا ما قورن بالمناهج الاخري ؛ لأنه لا يحتاج الي
وسائل ولاانشطة تعليمية كثيرة ولا اساليب تقويم معقدة , كما لا يحتاج الي عدد كبير
من المعلمين ؛ لآنه يعتمد علي الطريقة الإلقاء التي يمكن ان يتعلم بها عدد كبير من
التلاميذ في مكان واحد .
()
لا يحتاج هذا المنهج الي معلمين من نوع
خاص , كما في المناهج الدراسية الحدثية ؛ فهو لا يحتاج إلا إلي معلم متقن
للمادة الدراسية تدريس معينة .
()
عيوب منهج المواد الدراسية :
()
يركز هذا امنهج علي الجانب المعرفي فقظ, وهذا غير كاف ؛ لأن المعرفة وحدها لا تكفي
لتوجيه السلوك اللإنساني , ومن ثم يجب الاهتمام بالجوانب الوجدانية والمهارية .
()
يفصل بين المواد الدراسية مما يؤدي الي تجزئة المعرفة وتفتيتها , وهذا يتعارض مع
ما تهدف اليه التربية من تكامل في شخصية المتعلم يساعده علي مواجهة مشكلات الحياة
.
()
لا يهتم هاذا المنهج بجاجات المتعلمين ولا بمشكلاتهم , ولا يراعي الفروق الفردية
بينهم , وللتلميذ هنا دور سلبي يقتصر علي حفظ المعلومات وفهمها فقظ .
()
يفرض هذا المنهج مجموعة من المواد علي جميع الطلاب في جميع البيئات بصرف النظر عن
قدراتهم واستعداداتهم , وانتماءاتهم الي ثقافات فرعية متبينة وقد ترتب علي ذالك
اهمال هذا المنهج المجتمع ودراسة البيئة المحلية , وفقدان المدرسة لوظيفتها
الإجتماعية .
()
يهمل هذا المنهج النشاط ويتعامل معه علي انه عمل جانبي ترفيهي , وليس مكونا اصيلا
من مكونات المنهج المدرس . ولذلك ينظر الي الطلاب الذين يمارسون بعض الأنشطة
الرياضية او الفنية علي انهم طلاب فاشلون في المجالات المعرفية , كما قد ينظر الي
المعلم الذي يهتم بالنشاط انه متهرب من مهامه الأساسية التي نتحصر في تدريس
المواد الدراسة داخل الفصل . ومن سلبيات
اهمال هذا المنهج للنشاط ان اصبحت الدراسة جافة مملة , يتسرب منها بعض الطلاب
بصورة مستمرة طوال العام الدراسي .
تحسين
منهج المواد الدراستي
نظرا
لهذا العيوب التي سبق الحديث عنها ظهرت عدة محاولات لتحسين تنظيم المدة الدراسية ,
وقد كزت جميع التحسينات التي ظهرت علي عدة محاور , هي : تكامل المواد , ووظيفة المعرفة
, وسيكولوجية التنظيم .
()
منهج المواد المترابطة
نشير
الي ان مصطلح الربط او الترابط ليس مصطلحا حديثا , وانما يرجع ظهوره الي اكثر من
قرن : فقد قال بالربط اتباع المربي الألماني الشهير "هربات" صاحب
الطريقة التدريس المعروفة (بطريقة هربات) ذات الخطوات الخمس . قالوا به في نهاية القران التاسع عشر ,
ذلك حينما اكدوا ضرورة الربط بين الدراسة التاريخ والموضوعات الأخري .
Tidak ada komentar:
Posting Komentar